كيف يمكن توليد قيمة من بيانات إنترنت الأشياء (IoT) التي يتزايد حجمها يومًا بعد يوم، وفي الوقت نفسه تطوير حواجز الحماية المتمثلة في الحوكمة والسياسات الأوسع نطاقًا والمعايير التقنية والأخلاقيات التي ستثمر في نهاية المطاف عن التطور وإحداث الأثر المطلوب؟
جاء هذا السؤال في صميم سلسلة من ورش العمل المكثّفة التي عُقدت الأسبوع الماضي في مقر مركز الثورة الصناعية الرابعة (C4IR) التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) في مدينة سان فرانسيسكو. بالنسبة لبيانات دبي الذكية التي حضرت ورش العمل وأسهمت بها، فإن الإجابة عن هذا السؤال لها دور محوري في مواصلة مسيرتنا التي بدأت من منظم ومراقب للبيانات يخدم القطاع العام إلى جامع الأطرف ذات العلاقة في مجال البيانات لخدمة القطاع الخاص، وصولًا إلى صانع سوق بيانات يلبي متطلبات المدينة بأكملها.
نُظمّت ورش العمل بمشاركة شركاء من القطاعين العام والخاص من جميع أنحاء العالم، ودارت حول موضوعين رئيسين، هما:
- الاستعانة بحالات الاستخدام لتوضيح كيف يمكن للحكومات والقطاعات والشركات الناشئة والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني أن يستعينوا بتقنيات إنترنت الأشياء (خصوصاً تحديد المواقع بدقة عالية) للتصدي للتحديات البيئية والمتعلقة بالمناخ.
- وفي سبيل تمكين ذلك، استعراض المناهج الأكثر تقدمًا في إدارة البيانات وتبادلها في المدن.
يظهر اهتمام دبي الذكية بهذين الموضوعين بشكل جليّ؛ فنحن نترأس المجلس العالمي لأهداف التنمية المستدامة الـ11. والذي تتمثل مهمته في فهم دور التكنولوجيا في المساعدة بالحصول على نتائج مستدامة للمدن التي تشكل البيئة والمناخ فيها مشكلتين حرجتين وجليتين لابد من التصدي لهما. علاوة على ذلك، يحدد تقريرنا الصادر بعنوان "الأثر الاقتصادي للتقنيات الناشئة" تسع تقنيات تمثل محور التركيز من أجل النجاح في المستقبل. من أبرز تلك التقنيات: الذكاء الاصطناعي والنقل الذاتي وإنترنت الأشياء. وجميعها تعِد بتحقيق قيمة هائلة، وتغيير علاقتنا بالبيانات والتكنولوجيا، وأيضًا الطريقة التي نعيش بها في المناطق الحضرية.
تنضم إلى تلك التقنيات أيضًا تقنية رابعة (هي تقنية السجلات الموزعة)، والتي ورد الحديث عنها في تقرير ورقة بيضاء صدر مؤخرًا، بحيث يحدد كيف يتطلب "تقارب" تلك التقنيات شبكة إنترنت أكثر لامركزيةً والابتعاد عن الأسلوب المنعزل المتبع حاليًا في إدارة البيانات.
وفي ورشة العمل المنعقدة في مقر مركز الثورة الصناعية الرابعة، طرحت بيانات دبي الذكية خططنا الطموحة لإطلاق بيئة تجريبية لتبادل البيانات لامركزيًا؛ وهي تجربة قادرة على إفساح المجال أكثر أمام التدفقات الهائلة للقيمة، وتوفير الأمن والرقابة حيثما تدعو الحاجة، واستعراض الوعود التي تنطوي عليها أسواق البيانات العاملة القابلة للتوسّع.
وفي صميم عرضنا التقديمي لزملائنا من حول العالم، كانت هناك أربعة موضوعات تنظم عملنا والتي تجتمع معًا لتكوّن منهجًا متبعًا في المنظومة بأسرها.
- التقنية: هي أسهل المواضيع الأربع من نواحٍ كثيرة. سوف نُجري تجارب لتصميم هيكل لامركزي ومنصة من شأنها أن تسمح بالعثور على البيانات ونقلها واتفاقات الثقة (على سبيل المثال: العقود الذكية والمدفوعات).كما سنعمل على تطوير البروتوكولات التقنية والخاصة بالأعمال لضمان توفير بيئة ذات جودة عالية لتبادل البيانات.
- المجتمع والمحتوى: حالات الاستخدام (الموجودة في كثير من الأحيان في المجالات ذات الصلة بإنترنت الأشياء) والتي تبرهن على مدى حيوية تبادل البيانات لامركزيًا.ويعتمد تطوير هذا المحتوى على المشاركة المكثّفة من قبل ذوي العلاقة المتعددين.
- السوق ونموذج الأعمال: يشكّل هذا الموضوع فرصةً للاستفادة من العمل المعقد والقيّم الذي قادته دبي الذكية عالميًا من خلال مشاركتها في رئاسة مجموعة العمل المعنية باقتصاد البيانات واستغلاله تجاريًا لتحقيق الأرباح لدى مجموعة تركيز الاتحاد الدولي للاتصالات حول معالجة البيانات وإدارتها.وفي هذا المنشور، سوف نستعرض أيضًا مناهج الاستدامة الذاتية لنموذج الأعمال الخاص بالمنصة ككل.
- الحوكمة: يجب على هذا المسار أن يجمع عددًا من الأعمال.وقد أثمرت مشاركتنا الواسعة بالقطاع الخاص عن تهيئة الأجواء لصياغة اتفاقيات خاصة بمشاركة البيانات مع شركائنا في القطاع الخاص، ولاختبار نماذج الثقة الخاصة بالبيانات.وعلينا أن ننقل خبراتنا من تلك التجارب المتنوعة، بهدف تعميق الثقة بين مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة، مع مراعاة الدوافع المختلفة لدى تلك الجهات لتبادل البيانات (أو عدمه).
لقد كان من دواعي سرورنا الحضور في مركز الثورة الصناعية الرابعة. تشرّفنا باستعراض عملنا والتعريف بدور تبادل البيانات اللامركزي في تسريع الأثر المترتب على بيانات إنترنت الأشياء، وتنفيذ الأنشطة المستندة على قيمة السوق. إنَّنا نؤمن أنَّ ما ننجزه في دبي يضعنا في مصاف الريادة العالمية، ونتطلع إلى المساهمة بالمزيد من الإنجازات في ظل تطوير فريق العمل لبروتوكولات السياسات العامة والمعايير الجديدة لمنصات مشاركة البيانات.
شددّنا في هذا المنشور على أهمية المجتمع لحقل التجارب اللامركزي للبيانات التابع لنا، وسوف نوافيكم بمزيد من الأخبار حول المشاركة الرسمية في المنظومة قريبًا. بناء على ما سبق، نود التواصل مع من يرغب بمساعدتنا في بناء حالات الاستخدام ومن لديهم اهتمام بمجال أسواق بيانات المدن الناشئ سواءً أكانوا هنا في دبي أم خارجها. في حال كنتم مهتمين بذلك، يُرجى التواصل معي عبر البريد الإلكتروني التالي: andrew.collinge@smartdubai.ae